قد رَكّز أهل البيت (عليهم السلام) على إدامة علاقات الحبّ والمودّة داخل الأُسرة ، وجاءت توصياتهم موجّهة إلى كلٍّ من الرجل والمرأة .
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي ).
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) : ( رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته ) .
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( مَن اتخذ زوجة فليكرمها ).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( أوصاني جبرئيل (عليه السلام) بالمرأة حتى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة ).
فأقوال أهل البيت (عليهم السلام) وتوصياتهم في الإحسان إلى المرأة وتكريمها ، عامل مساعد من عوامل إدامة المودّة والرحمة والحب .
وقد أوصى أهل البيت (عليهم السلام) المرأة بما يؤدّي إلى إدامة المودّة والرحمة والحب إنْ التزمت بها ، ومنها طاعة الزوج ،
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( إذا صلّت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وأحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ؛ فلتدخل من أي أبواب الجنّة شاءت ) .
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله ) .
وشجّع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الزوجة على اتباع الحسن في إدامة المودّة والرحمة ، بالتأثير على قلب الزوج وإثارة عواطفه ( جاء رجل إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال : إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقتني ، وإذا خرجت شيّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت : ما يهمّك ، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفّل به غيرك ، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله همّاً ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( بشّرها بالجنّة وقل لها : إنّك عاملة من عمّال الله ولك في كلِّ يوم أجر سبعين شهيداً ) ـ
وفي رواية ـ ( إنّ لله عزّ وجلّ عمّالاً وهذه من عمّاله ، لها نصف أجر الشهيد ) ) .
وقال الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) : ( جهاد المرأة حسن التبعّل ) .
ومن العوامل المساعدة على إدامة المودّة والحب وكسب ودّ الزوج ، هي الانفتاح على الزوج وإجابته إلى ما يريد ،
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) : ( خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحياء ، وإذا لبست لبست معه درع الحياء ).
فهي منفتحة مع زوجها مع تقدير مكانته ، وبعبارة أُخرى التوازن بين الاحترام وعدم التكلّف .
وحدّد الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) العوامل التي تعمّق المودّة والرحمة والحب داخل الأُسرة ، فقال : ( لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته ، وهي : الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها ، وحسن خلقه معها ، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها ، وتوسعته عليها .
ولا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال ، وهي : صيانة نفسها عن كلِّ دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه ، وحياطته ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّة تكون منها ، وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه ) .
وعلاقات المودّة والرحمة والحب ضرورية في جميع مراحل الحياة ، وخصوصاً في مرحلة الحمل والرضاعة ؛ لأنّ الزوجة بحاجة إلى الاطمئنان والاستقرار العاطفي ؛ وأنّ ذلك له تأثير على الجنين