بسم الله الرحمن الرحيم .
عن ابي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه
الصلاة والسلام " ان الله لا ينظر اللى اجسامكم , ولا الى صوركم , ولكن ينظر
الى قلوبكم " رواه مسلم .
وهذا الحديث نفس دلالة الأية الكريمة " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم " .
فالله عز وجل لا ينظر الى العباد والى اجسامهم ان كانت كبيرة او صغيرة او صحيحة
او سقيمة , ولا ينظر للصور هل هي جميلة او ذميمة ,
فكل هذا ليس بشيئ عند الله , وكذالك لا ينظر الى الأنساب هل هي رفيعة او دنيئة ,
ولا ينظر الى الأموال الى شيئ من هذا ابدا .
فالصلة التي بين الله وخلقة هي صلة واحدة وهي التقوى , فمن كان لله اتقى فهو الى
الله اقرب , وعند الله اكرم , فإذا لا تفتخر بمالك , ولا بجمالك , ولا ببدنك , ولا باولادك ,
او بقصورك او بسياراتك , فإن وفقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك فأحمد الله عليه .
واعلم ان ما عليه المدار هي القلوب وأن الأعمال بالنيات .
فكم من انسان ظاهر عمله انه صحيح وجيد وصالح ولكن لما بني على خراب صار خرابا .
النية هي الأصل تجد رجلين يصليان في صف واحد مقتدين بإمام واحد يكون ما بين
صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب , لأن القلب مختلف احدهما قلبه غافل بل ربما يكون
مرائيا والعياذبالله يريد بها الدنيا , والأخر قلبه حاضر يريد بصلاته وجه الله .
فالسرائر غدا هي من عليها مدار الحساب " إنه على رجعه لقادر , يوم تبلى السرائر "
اي تختبر السرائر لا الظواهر ,
فإن كانت السريرة صحيحة فابشر بالخير , وإن كانت الأخرى فقدت الخير كله " افلا يعلم
اذا بعثر ما في القبور , وحصل ما في الصدور "
فالمؤمن عليه ان يصلح نيته وقلبه , فينظر الى ما في قلبه من شك فيزيله الى اليقين
ويكون هذا بالنظر الى الأيات قال تعالى " ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل
والنهار لآيات لأولي الألباب " وقال تعالى " ان في خلق السموات والأرض لآيات للمونين "
فينبغي النظر في آيات الله ان القى الشيطان الشك في القلب , النظر في الكون من يدبره , انظر
تتغير الأحوال , كيف يداول الله الأيام , بين الناس حتى تعلم ان لهذا الكون مدبر حكيما .
فينبغي ان يطهر الواحد قلبه من الشرك , بأن يقول لنفسه ان الناس لا ينفعونني ان عصيت
الله ولا ينقذوني من العقاب , وان اطعت الله لم يجلبوا لي الثواب .
فمن يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله , فإن كان ألأمر كذالك فلما احدنا يشرك بالله عز وجل
وينوي بعبادته التقرب الى الخلق ؟؟
ويعني بذالك ان تقربه من الخلق بما يتقرب به لله لا يزيده ذالك لا بعدا من الله ومن الخلق ,
لأن الله ان رضي عنك ارضى عنك الناس , واذا سخط عليك اسخط عليك الناس , .
المهم يجب معالجة القلب دائما , كن دائما في غسيل للقلب , حتى يطهر كما قال عز وجل
" اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم "
فتطهر القلب امر مهم جدا , فنسأل الله ان يطهر قلوبنا وان يجعلنا مخلصين له ولرسوله
متبعين ... ابن عثيمين رحمه الله