حمل قلمه ، بين أنامله ، وجد المكان المناسب ، قلبه يمينا و شمالا ... تفحصه بعينيه ، شكله أنبوبي ...و رأسه صاروخي .
فهل صانع الصاروخ لم توحي له بشكلك ؟ أنت صاروخ ! منذ وجدت ... حتى صعد الصاروخ إلى مداره... أنت مدارك يد... و القاعدة التي تراقبك هي همة الإبداع ...هذه الأصابع الضاغطة عليك بنعومة .
أيها القلم أنت أيضا سلاح ذو حدين ... فإن أردت السلم فإنك السلم نفسه ...و إن أردت الحرب فأنت أقوى من إشعاع اليورانيوم ...
سائلك الأسود الساري في جسدك ليست له قوى تفاعل ... و ليست له أغراض أو أطماع ...
هل أنت ضحية لجهلك ؟ هل أنت عبد استعبدوك لسلمهم و حربهم ...
عشيقتك الورقة البيضاء ، كيف لها أن أصبحت حبيبتك الأسطورية ، فأنت زنجي و هي بيضاء ...
تكلم و أعترف بما تبوحان به بينكما ... لما أريحك من ضغط أصابعي ...تكلم ، ماذا تقول لك حبيبة عمرك لما تهوي عليها و تنبش جسدها ... كأنك مكواة كهربائية ...أو مطرقة لصقل الحديد.
هل حبيبتك تتلذذ هذا الحب الجنوني العنيف ، أم تراك تبقى باكيا لأنك لا تستطيع ممارسة طقوس حبها العذري .
لقد اشتكت الورقة منك و في غيابك ، إلي.
إنه يوم نفاذ حبرك ، عندما لم أجد غيرك للكتابة.
و جلست ساعتها أتأمل معبودتك الورقة...
لقد باحت لي بأسرار ... تلين لها القلوب الحديدية ، و بكت بدموع تخمد نيران البركان ...
ساعتها أزحت الدموع من عينيها الجمليتين و قلت لها : لولا ذلك اللعين ، مستعبدك الأسود لما حدث أي شيء ! إنه هو من يدفعني إلى جلدك ...إنه يأمرني و له سلطان جبار علي ... لا أستطيع عصيان أوامره ، إن أوامره عبادة ، صلاة ، حب جنوني .
تسلط على كياني و صرنا واحدا ، إنه يحب مغازلتك ، يحب بكائك ، يحب تلويث جمالك بقذارته ، بسواده ، بكل أساليبه الجهنمية .
إنه يريحني و ينفسني الصعداء ، يفجر الينابيع الكامنة ...
إن راحتي تتمثل في طاعة أوامره و عذابك