حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)، غائب عن كثير من المجتمعات اليوم.
فبسبب التفريط في ترك تعاليم الإسلام والبعد عن التمسك بهدي النبي صلى الله عليه
وسلم أصبح هذا الحديث منسياً. مع أن ابن رجب – رحمه الله – قال في كتابه
جامع العلوم والحكم : هذا الحديث اصل عظيم من أصول الأدب.
ومن صور تدخل الناس في حياة المرء .. تدخلهم في أخص الخصوصيات دون فائدة
لهذه الأسئلة..
ما إن يجلس بجوارك حتى يبدأ بطرح الأسئلة هذا البيت ملك أم مستأجر ؟ وبكم
استأجرته ومن أين أثثته ؟ وكم عدد غرفه وهذا الرخام كم سعره ؟ وأسئلة لانهاية
لها.
أخرى ضجت ورجت الدنيا لكثرة الأسئلة الموجهة إليها : لماذا لم تحملين ؟ وكم لك من
سنة مع زوجك ؟ وما السبب منك أم منه ؟ وهل ذهبت للمستشفي الفلاني
وهل.. !
والثالثة والرابعة من تلك الصور تنبأ عن جهل وبعد عن الخلق الرفيع والأدب الكريم،
ولو سألت السائل ريالاً أو معونة لما قدم لك شيئاً ؟ .
عن انس رضي الله عنه : توفي رجل من أصحابه : يعني النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال رجل : أبشر بالجنة، فقال رسول صلى الله عليه وسلم ، أولا تدري، فلعله
تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا يغنيه) رواه الترمذي.
فكم من الناس اليوم يتكلم بما لا يعينه ولا شأن له به.
م/ق